رمضان مناسبة للمسلمين الأميركيين

رمضان مناسبة للمسلمين الأميركيين تذكرهم بواجب تقديم المساعدة للمجتمعات
المحلية



المنظمات الخيرية الإسلامية تقدم العون للمحتاجين وتشارك في
الفعاليات الدينية المشتركة


سيدات مسلمات يتناولن حبات من التمر إيذانا بموعد الإفطار في
المركز الاسلامي لمقاطعة باسايك في مدينة بيترسون بولاية نيوجيرسي. وتعتبر مآدب
الإفطار التي تقام كل مساء، في أغلب الأحيان، مناسبة اجتماعية مشتركة في المساجد في
عموم الولايات المتحدة.



من لورين مونسين، المحررة في موقع يو إس إنفو
بداية النص

شهر رمضان المبارك، الذي يحتفي به المسلمون في
جميع أنحاء العالم، هو مناسبة للتجدد الروحي والتركيز على فعل الخير وتوثيق علاقات
أفراد الجالية الإسلامية بجيرانهم وبالمجتمعات المحلية التي يقيمون فيها، بغض النظر
عن انتماءاتهم الدينية.
وتعتبر مآدب الإفطار التي تقام كل مساء، في أغلب الأحيان، مناسبة اجتماعية
مشتركة في المساجد في عموم الولايات المتحدة. وتقيم المنظمات الإسلامية ومنها
المنظمات الموجودة في العاصمة واشنطن وضواحيها مآدب إفطار خلال الشهر الفضيل.
ويقول رئيس المركز المجتمعي الإسلامي في سيلفر سبرنغ بولاية ماريلاند، نهال شاه
إن مآدب الإفطار التي يقيمها المركز مفتوحة للجميع. وينتهج المركز الإسلامي لسكان
منطقة دالاس بولاية فرجينيا المتاخمة للعاصمة الأميركية، الذي توجد له سبعة فروع في
عموم منطقة شمالي فرجينيا، نفس الأسلوب حيث يقدم للجمهور وجبات إفطار مجانية كل
مساء.
ولعل روح الشمولية هذه هي التي تهتدي بها المبادرات الكريمة لهذه المجموعات
أيضا. فهذه المراكز تقدم المساعدة بغض النظر عن الانتماء الديني لأن الإسلام، كما
تقول شيرين الكوشيري، المديرة المشاركة للعلاقات الإعلامية في المركز، "يحث
الميسورين على مساعدة المحتاجين."
وقد وصف كل من شاه والكوشيري في مقابلة أجراها معهما موقع يو إس إنفو كيف تطبق
جاليتهما مبادئ الإسلام داخل مجتمع تعددي كالمجتمع الأميركي. فقد افتتح المركز
الإسلامي في سيلفر سبرنغ عيادة لتقديم الرعاية الطبية المجانية للناس الذين لا
يتوفر لديهم التأمين الصحي، بغض النظر عن دينهم أو معتقدهم. وقال شاه "إننا نسعى
إلى تعزيز شراكاتنا الدينية المشتركة مع الكنائس والمعابد اليهودية كي نتمكن من
خدمة المجتمع المحلي على نحو أفضل."
وأكدت الكوشيري أن تقديم الصدقات والقيام بأعمال الخير على مدار السنة هو ركن من
أركان الإسلام، غير أنها أضافت "أن تأثير وجزاء ما تقدمه من أعمال الخير خلال شهر
رمضان المبارك يكون مضاعفا." والمسلمون مدعوون إلى المساهمة بما في وسعهم لتخفيف
معاناة الآخرين. وأوضحت الكوشيري أن "أسرتي، على سبيل المثال، هي أسرة مكونة من ستة
أشخاص. ولذا فأنا آخذ تكلفة وجبة واحدة، وأضربها في ستة وأتبرع بالإجمالي للمركز
الإسلامي لسكان منطقة دالاس لتوزيعه على العائلات المحتاجة."
وأضافت: "يوجد بين المسلمين في المركز الكثير من الجهود العامة الأساسية لمساعدة
الناس المحتاجين؛ سواء بدعوتهم لتناول وجبة طعام، أو التطوع في ملاجئ المشردين وما
إلى ذلك."
ويقدم كل من المركز الإسلامي في سيلفر سبرنغ والمركز الإسلامي لسكان منطقة دالاس
خدمات اجتماعية، تشمل المعونات الطارئة التي تساعد الناس على مواجهة المشاكل مثل
الأزمات الصحية أو فقدان العمل أو السكن. وتذكر الكوشيري أن المركز الإسلامي لسكان
منطقة دالاس قدم مساعدة منذ عهد قريب لامرأة شابة توفي زوجها فجأة. وقالت: "قمنا
بجمع الأموال للمساعدة في دعمها هي وأطفالها حتى تتمكن من الوقوف علي قدميها
ثانية." بالمثل، قال شاه إن المركز الإسلامي في سيلفر سبرنغ تبرع بمبلغ ألف دولار
لرجل فقد عمله التجاري، "وما زلنا نتابع تقدم الحاصل في وضعه."
ويقدم المركزان أيضا مساعدات على نطاق أوسع؛ حيث أنشأ المركز الإسلامي في سيلفر
سبرنغ صندوقا للإغاثة من الكوارث لمساعدة ضحايا الفيضانات الأخيرة التي وقعت في
جنوب آسيا. وقد جمع المركز أكثر من 75 ألف دولار لضحايا إعصار كاترينا الذي ضرب
ساحل الخليج الأميركي في آب/أغسطس من العام 2005، كما جمع 50 ألف دولار لمساعدة
ضحايا أمواج المد العاتية (التسونامي) التي ضربت إندونيسيا وسريلانكا والهند
وتايلاند في كانون الأول/ديسمبر من العام 2004. كما تمكن متطوعو المركز الإسلامي
لسكان منطقة دالاس من جمع المواد الضرورية الأساسية لضحايا الفيضانات في جنوب آسيا؛
حيث تقول الكوشيري: "لقد أرسلنا شحنات من الملابس والبطانيات خلال هذا العام."
وتفيد الكوشيري أن المنظمات الإسلامية الأميركية تعمل في كثير من الأحيان
بالتنسيق مع منظمات أخرى غير ربحية كي تتمكن من الوصول إلى المحتاجين. فعلى سبيل
المثال وفر المركز الإسلامي لسكان منطقة دالاس لمنظمة خيرية أخرى المرفق والإعلانات
والدعم اللوجستي حتى تتمكنان معا من مساعدة الأسر المشردة التي لا مأوى لها والنساء
اللواتي يتعرضن للاعتداء عليهن بالضرب في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند
الأميركية.
وتشير الكوشيري إلى أن أطفال المسلمين يترعرعون على عادة العطاء وفعل الخير في
سن مبكرة؛ حيث يتم تشجيع الأطفال الذين يلتحقون بالبرامج الشبابية في المركز
الإسلامي لسكان منطقة دالاس على القيام بما عليهم من أعمال الخير والإحسان. وأضافت
أن أعضاء الفرقة الكشفية ينفذون حملة كل عام لجمع التبرعات بالمواد الغذائية وتقوم
المرشدات بجمع حزم للأطفال – وهي عبارة عن رزم من الملابس والمواد الغذائية وحليب
الأطفال للأسر المحتاجة التي لديها أطفال.
واتفق شاه مع هذا الطرح قائلا "إننا نتعاون جميعا." وأكد أن ضرورة الاندماج
والانخراط في المجتمع الأكبر هما من الرسائل التي يشدد عليها المركز. وأبلغ شاه
موقع يو إس إنفو أنه عندما يستقر المهاجرون المسلمون في الولايات المتحدة، فهم
يعلمون أنهم لا يمكن أن يعزلوا أنفسهم عن غير المسلمين. وقال إن معظم المهاجرين
يندمجون بسهولة، و"لكن هناك حاجة للمزيد من التكيف الثقافي في بعض الحالات."
وأعرب الناشطان المسلمان عن امتنانهما للحماية التي تتمتع بها الحرية الدينية في
الولايات المتحدة. وقالا إن الأميركيين المسلمين حريصون على رد الجميل لهذا البلد
المعطاء الذي يحتضن القادمين الجدد من جميع أنحاء العالم.
وقالت الكوشيري إن أرباب الأعمال الأميركيين يستجيبون، في أماكن العمل، لتلبية
المتطلبات الدينية للمسلمين كتوفير مكان لأداء الصلاة والتوفيق بين العمل ووقت
الصلاة، مضيفة "أنهم متفهمون جدا." وأكد شاه أن الأميركيين من مسلمين ويهود
ومسيحيين يعملون، خلال شهر رمضان المبارك وعلى مدار السنة، معا لتحقيق الأهداف
المشتركة. "إننا نريد فعل الخير في سبيل هذه الأمة ومن أجل العالم أجمع."