الإيتيكيت

بسم الله الرحمن الرحيم
فإن الإيتيكيت هو فن التعامل مع الآخرين أو آداب التعامل مع الآخرين . وكلمة إيتيكيت كلمة فرنسية Le etiquette
ولما كانت كل أمة لها آدابها الخاصة بها والنابعة من عاداتها وتقاليدها ودينها يتعاملون بها ويتوارثونها جيلا بعد جيل . ومن هذه الأمم بالطبع أمتنا الإسلامية قد كانت لها عاداتها وتقاليدها وآدابها على مر القرون ولكن بعد احتلالها من غير المسلمين تبدل حالها .
فلقد أخذت الدول المحتلة تفرض لغتها وآدابها وعاداتها النابعة من دينها أو أعرافها على شعوب الدول الإسلامية التى احتلتها. ومع مرور الزمن اختلط العادات والتقاليد للدول المحتلة بعاداتنا الإسلامية مما نتج عنه آداب وسلوكيات ممسوخة ليس لها مستند من الشريعة الإسلامية السمحاء . ثم بعد فترة تلاشت العادات الأصلية فى زحمة التقليد الأعمى والإنبهار بعادات وآداب الدول التى احتلتها . فنتج جيل إسلامى الإسم غربى المظهر والمخبر وياليت الأمر وقف عند هذا الحد بل قام هذا الجيل الممسوخ بالدعوة لتلك الآداب باعتبارها نوعا من الأدب الرفيع . ويساعده فى ذلك عدم وجود من يدعو إلى آداب مجتمعة الأصيلة . فما بالك وقد خرج من هذه الأجيال من يحكم هذه البلاد . فينشر تلك الآداب الرخيصة بالقوة ويكبل المصلحين ويشوه سلوكياتهم .
ولقد عاصرنا المجلات القديمة التى كانت تخصص جزءا من صفحاتها لعرض السلوكيات الغربية بدعوى الأيتيكيت فتنشر طرق التعامل الإجتماعى والسلوك اليومى فى المأكل والملبس وغيرها وكانت الطبقات الثرية المسماة بالأرستقراطية هى التى تحاول أن تتمثل تلك الآداب وقد ساعدها الفراغ والترف الزائد إلى التمسك بالعادات والآداب الأجنبية لتظهر بنوع من التميز عن تلك الطبقات الكادحة من طبقات المجتمع .
ومن تلك العادات على سبيل المثال :
أن يفتح الرجل للمرأة باب السيارة لتدخل أولا ثم يركب هو بعد ذلك من الجهة المقابلة .
أن يصافح الرجل المرأة الأجنبية عنه ثم يرفع يدها عاليا ليقبلها وتساعده هى برفع يدها . وربما قبلها فى خدها كنوع من الأيتيكيت .
هناك مثل شائع باللغة الإنجليزية يقول LADIES FIRST أى السيدات أولا ثم الرجال بصرف النظر عما يقال عن سبب هذا القول .
ولذلك تقوم المجتمعات المتخلفة بتتبع آداب وسلوكيات الدول الغنية كطريقة لاستدراك النقص عندها فى مجالاتها المختلفة . وهذا التقليد يعطيها نوعا من الرفعة الزائفة .
وهناك كثير من الدول العربية والإسلامية بها كثير من هذه الطبقات التى تدعوا زورا إلى التقدم والإبتعاد عن الرجعية . والمقصود بالتقدم هنا هو تقليد الدول الغنية فى عاداتها وآدابها هروبا من حالة التخلف التى تعيش فيها تلك الشعوب .
ونحن لا ننكر تقدم تلك البلاد علميا وتكنولوجيا ولكن نجزم أن آدابهم وعاداتهم أصغر من أن نقارنها بآداب وعادات الإسلام السامية السامقة العلية .
وأنا هنا أؤكد للقارئ العزيز أن بيان الآداب الإسلامية التى تجنبها المسلمون ولم يراعوها فى سلوكياتهم سوف تبهر الشعوب الغربية ، ذلك لأنهم أشد إنصافا من أولئك الذين أصابهم المسخ

الله يفرجها
تحياتي